Monday, November 18, 2013

...خواطر منتقاة من حبي في السواقة

Picture: Mohammed Rabie, Instagram account

·        فشلي الأول. نقطة. معنديش حاجة تانية أقولها! طيب، نبدأ من البداية... لطالما عشت حياة، و الحمد لله، مفعمة بالنجاحات الدراسية و الحياتية..لم يكن لدي من التجارب الفاشلة الكثير، لطالما اعتقدت إني "هدوس" في أي حاجة بسهولة و فعلاً اتحققت تكهناتي و بقيت بدوس في أي حاجة..سبحان الله!

·        السواقة في مصر تحدي في حد ذاته، مش عشان صعبة و لا متعبة و لا مثيرة للأعصاب و لا مفقدة للسلام النفسي الداخلي و لا أي حاجة! هي بس too overwhelming to be true!...سيمفونية جميلة من تلاحم البشر مع العربيات مع الميكروباصات مع الباعة الجائلين مع القطط و الكلاب الضالة، بحيث يأخذك الشارع إلى عالمه، يختطفك إلى مدة من الزمن الله أعلم إلى متى ستمتد..

·        أنا العربة التي انتظرها المشاة طويلاً، أعتقد أنهم ينتظرونني كل يوم في الصباح حتى يمروا من أمام عربتي أنا شخصياً، يعطوني هذا الشرف الجزيل، و يصبحوا عليا بالمرة! اتحرك يا بابا، اتحركي يا أبلة، و إن كان حبيبك عسل (زيي كده بالضبط) متلحسهوش كله!

·        الفرامل هي أسلوب حياة في العربية، كل ما تفرمل جامد تثبت شخصيتك أكتر، و تحسس اللي معاك في العربية بالقوة و السيطرة و التحكم على آخر لحظة، بس هنا الأحجام بتفرق في السيطرة، يعني أقل من وزن و طول معين منصحش بالركوب جنبي، لأنك لو "سفيف" شوية احتمال تتنطر بره العربية...

·        فيه عربية متشدشة و متغطية نص غطاء كده و مركونة على أول الشارع بتاعنا، كل ما أعدي من جنبها أرمقها بنظرة إشفاق و استعطاف و رهبة و ترقب، اللهم اجعله خير إن شاء الله، و أنا لا أؤمن بالفال و الخزبعلات، أبداً..خالص.. و لا بتهزني!

·        مهمتي النظرية بقت إني أنزل العربية و أرجع سليمة، مش مهم أروح مشواري! مش مهم أبداً كلها شكليات، المهم إني أثبت حالة، إني روحت و رجعت بالعربية، و عايزة حد يسخر مني أو من فشلي في السواقة، أنت يا كابتن يا خفيف، حصلك حاجة لما ركبت معايا؟ شوية قلبة معدة ليس إلا، فبلاش أفورة طالما أنت لسه عايش!!

·        أول حادثة: كان بقالي فترة بحاول أقنع أهلي إني "اتودكت" في السواقة، و إنه آن الأوان اتمتع باستقلاليتي و حريتي و عربيتي و كده. كان دايماً الرد مش دلوقتي، استني شوية، حد يجي معاكي أول مرة، كلها ترهات في وجهة نظري..أي كلام أهالي! في يوم كانوا مسافرين، أخدت حبوب الشجاعة، دورت عالمفاتيح و الرخصة و بكل ثقة دخلت العربية و هوبا عالشغل، ثقة ايه و أغاني في الراديو ايه و لا زي ما أكون مولودة في عربية..رحت بقدرة العناية الإلهية (التي تخلت عني في الطريق عائدة للمنزل)، كنت خلاص فاضللي شارع و أبقى في البيت، و بقول في عقل بالي "ما اديني روحت و رجعت أهو، حصللي اييييييييييييه" عنها، دست بنزين بدل الفرامل، و كان قدامي اختيارين يا أركب عاللي قدامي و أصلح عربيتي و عربيته، يا أطلع عالرصيف و أصلح عربيتي أنا بس، لو عشت بعدها. المفارقة إن الرصيف ده كان محطة انتظار للأتوبيس. الناس اللي كانت مستنية الأتوبيس جالها بداله عربية ملاكي زي القمر، و ايه.. فوق كراسيهم كمان، هيعوزوا ايه أكتر من كده؟

·        الاتجاهات بالنسبة لي شئ هزلي، يعني ايه الفرق بين طلعة أكتوبر و نزلته؟ حد يشرحلي! أفرق ازاي أنهو اتجاه بيوصل للهدف؟ جربت Google maps  و فشلت، كل سواقين التكاسي في المناطق اللي بروحها حفظوني من كتر السؤال عالاتجاهات، أجيب بوصلة طيب؟ أستعين بالنجوم و الشمس زي الكشافين الأوائل؟ عمتاً أنا بقصد أروّح كل مرة من مكان مختلف، أهو نشجع السياحة الداخلية في القاهرة و برده على سبيل التغيير ليس إلا..

·        الزحمة مفيدة في كثير من الأحيان، بتديلك فرصة تاكل و تشرب و تنام و تفتح مواقع التواصل الاجتماعي و ساعات ممكن تتعرف على زملاتك في الشارع.. أنا شخصياً بفكر أعمل بلوفر تريكو لابن اختي، عشان الشتا داخل و الذي منه و أهو نستفيد من الوقت بدل ماهو "في الهالك"!

·        أخيراً و ليس آخراً، أنا حاسة ان نهايتي هتكون في العربية دي..مقلوبة من على كوبري أو مشلولة من الزحمة أو مضروبة بعد ما "أشيل" حد من طريقي... اللهم بلغني البيت! (#دعاء_العربية)

No comments:

Post a Comment